Admin Admin
المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: أقـلام عـبـريـة الأحد يوليو 27, 2008 6:52 am | |
| ثلاثون عاماً من الاحتجاج
أرئيل روبنشتاين
هناك من يعتقد ان السلام الآن قد فشلت في تركيزها علي جانب واحد من الواقع الاسرائيلي متجاهلة القضايا الاخري خصوصاً القضية الاجتماعية. انا لا اتفق مع هذا الرأي. الحركة ركزت علي القضية التي كانت وما زالت الاهم في الصيرورة الإسرائيلية منذ 1967: الاحتلال والمشروع الاستيطاني. أنا اؤيد كون دولة اسرائيل دولة رفاه نموذجية تسعي للمساواة. الي جانب ذلك بإمكاني ان اتخيل الحياة في المجتمع تتأرجح بين دولة الرفاه والرخاء وبين دولة نتنياهو.
انا اعتقد ان ارتفاع مكانة الرأسماليين في اسرائيل حتي وان كانوا يميلون لتأييد المواقف الحمائمية، يمس بأسس الديمقراطية. رغم ذلك بإمكاني ان اري نفسي مواطنا في دولة مع 19 عائلة نبيلة علي الاقل طالما كانت هناك آليات وأجهزة ديمقراطية قادرة علي تحييدها وحصرها. بإمكاني ان اتخيل اسرائيل اكثر علمانية او اكثر تديناً. لا يمكن لأي واحد من البدائل علي المدي المنظور ان تحول وجودي هنا الي شيء اخجل منه.
نواقص الحكم وعيوبه هي شيء سيء. إلا ان الفساد هو جزء من كل حكم. ومحاربة الفساد هي جزء من كل دولة طبيعية سليمة المعايير. وضع الفساد ابعد من ان يوصلنا الي الرغبة في الفرار من هنا. ولكن هناك مسألة اخري تؤثر علي جوهر دولة اسرائيل بصورة لا تمحي وتدفعني الي سؤال نفسي: هل كنت اتمني ان يعيش ابنائي في ارض اسرائيل: اسرائيل الاحتلالية الاستيطانية التي تتنكر لانسانية ابناء شعب آخر، اسرائيل هذه ليست اسرائيلنا. هذه اسرائيل التي توجد لدي الكثيرين منا تساؤلات عميقة بصددها، ليس فقط بصدد فرصها وقدرتها علي البقاء، وانما ايضا بصدد رغبتنا علي المستوي الشخصي جداً في ان نكون جزءاً منها.
انا استطيع ان اتخيل اطفالي يعيشون في اسرائيل الفاسدة التي لا توجد فيها مساواة كاملة وفيها جهاز قضائي انبطاحي خانعٌ ويتعلم فيها الطلاب في المدارس كتبا كثيرة حول اليهودية. ولكني لا اسلم بفكرة وجود ابنائي في اسرائيل الاستيطانية التي تنكل بالآخرين وتسيء لهم. تركيز السلام الان علي قضايا الاحتلال والاستيطان لم يكن نزوة سياسية وانما تعبيراً عن النظرة بأن الشعب اليهودي في مظهره يتضامن مع الشعب الرازح تحت الاحتلال والذي يعاني ويتنكر للمحتلين والغاصبين. السيطرة علي شعب آخر هي بالنسبة لنا تعتبر بمثابة فريسة .
يبدو لي ان السلام الان قد ابرزت بدرجة اكبر ثمن الحرب وجدوي السلام وبدرجة اقل الموقف المبدئي المعارض بحكم شعب آخر. انا شخصياً لم احب ابداً اسم السلام الان هذا الاسم الذي يرتكز علي تقدير خاطئ لاحتمالية وتلقائية السلام.
في مرات كثيرة كان هناك ناطقون من المعسكر يتنبأون بحدوث السلام. تاريخ الثلاثين عاماً الاخيرة لم يبرهن عن وجهة نظر اليمين ولم يعط دليلاً قاطعاً علي احتمالية نجاح درب السلام. ليس لدي تصور ان كان السلام ممكناً، ولكن مواقفنا عادلة وصحيحة في نظري حتي ان كان السلام مجرد حلم. | |
|