Admin Admin
المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: الأسطورة {{ ياسر عرفات }} الأحد يوليو 27, 2008 6:45 am | |
|
ياسر عرفات 75 سنة من النضال الفلسطيني 1929 - 2004
مولده:
ولد عرفات في القاهرة في 24 أغسطس 1929 ورغم أنه اشتهر باسم ياسر عرفات، فإن اسمه الحقيقي هو محمد عبد الرحمن عبد الرءوف القدوة الحسيني، ولكنه اتخذ اسم "ياسر" وكنية "أبو عمار"، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح الانتداب البريطاني.
نشأته:
عاش عرفات أغلب طفولته في القاهرة، وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس التي قضى بها 4 سنوات قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1937، ثم التحق بعدها بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا)، وخلال فترة دراسته كون اتحاد طلبة فلسطين في مصر وترأسه في الفترة من (1952-1956)، وظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي، فقد أرسل خطاباً للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر عام 1953، لم يحمل هذا الخطاب سوى ثلاث كلمات فقط هي "لا تنس فلسطين"، وقيل إنه سطر الكلمات بدمائه.
صد العدوان الثلاثي:
التحق عرفات بالخدمة العسكرية في الجيش المصري ليحصل في عام 1956 على رتبة ملازم في الجيش، حيث شارك في التصدي للعدوان الثلاثي الإسرائيلي الفرنسي البريطاني على مصر في العام نفسه، وهو ما أكسبه خبرة مبكرا بالتخطيط للعمليات العسكرية، أهله لقيادة الجناح العسكري لحركة فتح بعد ذلك.
تأسيس "فتح":
سافر ياسر عرفات إلى الكويت عام 1957 للعمل مهندساً، وهناك كون هو وصديقه خليل الوزير (أبو جهاد) حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عام 1959، كما أصدر هناك مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1964، وكشف عرفات فيما بعد عن قيامه بجمع بنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية من الصحاري المصرية لتسليح حركته.
عرفات المناضل:
تحول عرفات تدريجيا إلى بطل في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أن أعطى شارة الانطلاق للثورة الفلسطينية مع تنفيذ أول هجوم لحركة (فتح) في الأول من يناير 1965، كما بزغ نجمه بقوة بعدما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية، وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلاً للشعب الفلسطيني.
رئاسة منظمة التحرير
اكتسب عرفات المزيد من الشهرة كقائد عسكري ميداني عام 1968 عندما قاد قواته دفاعاً عن بلدة الكرامة الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسليحاً، وزرعت الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، ورفعت راية قوى التحرر الوطني الفلسطينية بعد فشل الأنظمة العربية في التصدي لإسرائيل، وبعد مضي عام على المعركة اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أسستها جامعة الدول العربية تحت رعاية القاهرة عام 1965.
"أيلول الأسود":
اتخذ مقاتلو منظمة التحرير في البداية من الأردن مقرًّا لهم، حيث كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948 و1967، فتوفر المناخ لعرفات كي يقوم بتدريب أفراد من قوات فتح باسم "العاصفة"؛ قامت بتنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية إلى الأراضي المحتلة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، حيث وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني في سبتمبر 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا من الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود"، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتاً في لبنان.
غصن الزيتون وبندقية الثائر:
ألقى الزعيم الفلسطيني خطاباً تاريخيًّا هامًّا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر 1974، أكد فيها أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره. وفي ختام كلمته قال: "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين، والسلم يبدأ من فلسطين".
الكفاح في لبنان:
ومع انتقال منظمة التحرير إلى لبنان، واصل "الثائر" أبو عمار رحلة الكفاح المسلح، فشرع في ترتيب صفوف المقاومة معتمدا على مخيمات اللاجئين، حيث تمكن هو ومجموعاته من تنفيذ عدد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي من بينها عمليات تفجير واختطاف، ونتيجة لنجاح المقاومة الفلسطينية في حقبة السبعينيات في تسديد ضربات موجعة للاحتلال، قررت إسرائيل شن هجوم على قواعد المقاومة والقضاء عليها فقامت بغزو بيروت عام 1982، وبعد اجتياح بيروت وفرض إسرائيل حصارا لمدة 10 أسابيع على المقاومة الفلسطينية، اكتسب خلالها عرفات احترام شعبه بصموده وشجاعته، وافق على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية.
المحطة الثالثة:
كانت المحطة الثالثة للزعيم الفلسطيني بعد الأردن ولبنان في تونس بعيداً عن خطوط التماس، وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الدءوب للمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية، ولا سيما بعد أن تمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" من اغتيال أبرز العناصر الفاعلة في المنظمة وهما خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) عام 1988.
إعلان الدولة الفلسطينية:
كان لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعرض الفلسطينيين فيها للقمع والقتل، أثره في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي، استثمره عرفات بحنكته السياسية لتحريك عملية السلام، حيث دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائر في نوفمبر 1988 لتبني قرار بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مقابل اعترافه بحق إسرائيل في الوجود.
الاعتراف بإسرائيل:
شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر عرفات، والتحول من مرحلة النضال المسلح إلى سياسة المفاوضات، وكانت إرهاصات هذا التغيير الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1988 والذي أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام.
عرفات رئيساً للدولة الفلسطينية:
وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في إبريل 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص.
لعنة صدام:
اتخذ عرفات عام 1990 موقفا فُسِّر بأنه مؤيد لصدام حسين في غزوه للكويت، مما انعكس سلباً على علاقاته بدول الخليج والدول الصديقة لأمريكا، وتوقف دعم دول الخليج للقضية الفلسطينية، وبعد انتهاء الحرب نشطت مساع غربية وعربية لتسوية القضية الفلسطينية وفقا لسيناريوهات أمريكية صهيونية دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط.
زواج عرفات:
بعد أن عاش عرفات أغلب حياته أعزب، فاجأ العالم في عام 1991 بالزواج وهو في الثانية والستين من عمره من سها الطويل، التي تنتمي لأسرة مسيحية فلسطينية بارزة، إلا أنها سرعان ما اعتنقت الإسلام، وأنجبت لعرفات ابنته الوحيدة زهوة.
اتفاق أوسلو:
في الثالث عشر من سبتمبر 1993 وقَّع عرفات ورئيس الوزير الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين اتفاقَ سلام في البيت الأبيض بعد محادثات سرية برعاية نرويجية. تحت عنوان"إعلان مبادئ"، سمح للفلسطينيين بممارسة حكم ذاتي محدود في غزة وأريحا مقابل اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، إلا أن اتفاق أوسلو لم يحسم القضايا الرئيسية التي تحالفت الدول الغربية لتسويقها أبرزها مستقبل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم بعد حرب عام 1948، والوضع النهائي لمدينة القدس.
جائزة نوبل:
وبعد عام على توقيع اتفاق أوسلو، وبالتحديد في ديسمبر عام 1994 حصل ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وزير خارجيته شيمون بيريز لجهودهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
العودة إلى الوطن:
في 1 يوليو 1994، عاد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات إلى الأراضي الفلسطينية بعد 33 عاما قضاها في المنفى، ودخل عرفات في البداية إلى مدينة غزة، وكان في استقباله ما يقرب على 200 ألف شخص وبعد ثلاث أيام سافر على متن مروحية إلى مدينة أريحا وهما مناطق الحكم الذاتي في تلك المرحلة بناء على اتفاقية أوسلو.
اتفاق طابا:
وقع عرفات بمدينة طابا المصرية في 24 سبتمبر 1995 بالأحرف الأولى على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعدها انتخب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 20 يناير 1996 رئيساً لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة في فلسطين حيث حصل على نسبة 88.1%.
اتفاق واي ريفر:
استمر الزعيم الفلسطيني في المفاوضات رغم تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمرارها في بناء المستوطنات، إلى أن تم التوقيع على اتفاقية واي ريفر في الولايات المتحدة الأميركية في 23 أكتوبر 1998، والتي تنص على إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في 13% من أراضي الضفة الغربية، وبالتالي أصبحت المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية والإدارة الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة حوالي 30% من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اتفاقية كامب ديفيد:
في النصف الثاني من شهر يوليو 2000 عقدت قمة ثلاثية جمعت عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الأمريكي بيل كلينتون في منتجع كامب ديفد لبحث القضايا العالقة، مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، وانتهت القمة بعد أسبوعين بالفشل لعدم التوصل إلى حل لمشكلة القدس وبعض القضايا الأخرى.
رفض مقترحات كلينتون:
أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الإثنين 8 يناير 2001 رفضه للمقترحات الأمريكية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.
انحسار شعبية عرفات:
كان عرفات قد بشر شعبه عقب عودته إلى غزة بقرب تحقيق حلم التحرير والصلاة في المسجد الأقصى، إلا أن مرور السنوات، واصطدام السلطة بالمواقف الإسرائيلية المتعنتة جعل هذه الآمال تتبخر سريعا؛ وهو ما أدى إلى انحسار التأييد الشعبي لمشروع السلطة الفلسطينية وقيادتها الممثلة في شخص عرفات، وساهم في ذلك الانحسار قيام السلطة بملاحقة نشطاء فصائل المقاومة خاصة الإسلامية منها تنفيذا لاستحقاقات الاتفاقيات التي وقعتها مع إسرائيل، فتوالت على عرفات الاتهامات بأنه أصبح أداة في يد الاحتلال لقمع المقاومة الفلسطينية.
حصار عرفات:
اتخذ شارون سلسلة من الهجمات الاستشهادية قامت بها حركة حماس ذريعة لشن هجوم شامل على الفلسطينيين، توج بفرض حصارٍ عسكريٍّ على عرفات داخل مقره برام الله في 12-12-2001، وبعد ضغوط دولية خشيت تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط كله، تعهد شارون بعدم استهداف عرفات، لكن التهديدات الإسرائيلية استمرت من قبل بعض المسئولين الإسرائيليين بإبعاده أو حتى بقتله، وكان رد فعل عرفات على الحصار أنه يتوق للشهادة التي سبقته إليها أعداد كبيرة من أبناء شعبه.
عرفات في مهب الريح:
في اليوم التالي لأحداث 11 سبتمبر بأمريكا، سارع عرفات إلى التبرع بدمائه لصالح ضحايا الاعتداءات في محاولة لكسب ود الرئيس الأمريكي جورج بوش، لكن دماءه لم تشفع له ، فقد أعلن بوش في خطابه حول الشرق الأوسط في 26-6-2002 عن وجوب تغيير القيادة الفلسطينية، ومنذ ذلك اليوم وسؤال المصير الذي ينتظر الرئيس الفلسطيني هو الأكثر تداولا في الأروقة السياسية الفلسطينية العربية والدولية، إذ لم تحظ نقطة في خطاب بوش بكم من الجدل والأخذ والرد كما حصل مع قصة تغيير عرفات، وقد زاد من حدة الجدل ترحيب عرفات بخطاب بوش، كما لو أنه لم يشر إلى تغييره من قريب أو بعيد.
دموع الأخ الرئيس:
لم يتمالك عرفات نفسه، عندما تلقى نبأ وفاة شقيقته يسرى القدوة دون أن يتمكن من زيارتها ولو لمرة واحدة خلال فترة الحصار أو يتمكن من حضور جنازتها بمدينة غزة الخميس 14-8-2003، فأطلق لدموعه العنان، لعلها تخفف الآلام التي سببتها قوات الاحتلال بحق إنسان لا رئيس.
إسرائيل تقرر طرد عرفات:
قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة بصورة مبدئية الخميس 11-9-2003 طرد عرفات الذي تعتبره "عقبة" أمام السلام، غير أنها لم تحدد موعدًا لذلك؛ وهو ما أثار موجة احتجاجات في العالم، وفي صفوف الفلسطينيين الذين نزلوا إلى الشوارع بالآلاف؛ إعرابًا عن دعمهم للزعيم الفلسطيني الذي يحاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 20 شهرًا في مقره العام برام الله بالضفة الغربية، وتعليقا على قرار الطرد قال عرفات: "يمكن لإسرائيل قتلي، لكن لن يطردني أحد".
تدهور صحة عرفات:
بدأت صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في التدهور الأربعاء 27-10-2004، الأمر الذي استدعى نقله إلى فرنسا الجمعة 29-10-2004 ليبدأ رحلة علاجه في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار غرب باريس، إلا أن الأطباء الفرنسيين لم يتمكنوا من تحديد سبب تدهور صحته، في الوقت الذي تصاعدت فيه ترجيح فرضية تسميمه.
رحم الله الاسطورة الراحل القائد ياسر عرفات (ابا عماااااااااار)
| |
|