Admin Admin
المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: قصة سارة الأحد يوليو 27, 2008 1:39 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ قصة سارة
البداية من هناك.. من لبنان : لم أعد اذكر عن طفولتي الكثير .. بيت جدي .. أهلي .. أقاربي .. في المدرسة ادخل حصة الدين مع المسلمين وفي البيت علقت أمي صليبا كبيرا فوق فراشي .. كنت اعرف أنى مسلمة ولكني لم اعرف لذلك معني حين وطئت أقدامنا نيوزلندا ... كنت سعيدة جدا ً .. طفلة في العاشرة تجد نفسها تنطلق في ساحات رحبة .. جميلة .. بل فاتنة .. وتهافت الفتيات في المدرسة لمصادقتي و الفوز برضائي .. كان جمالي سلاح بتار حصلت به علي كل ما أردت إلا الأسرة . فقد انفصل أبى عن أمي ..ثم تزوج كل منهما ثم رحلا كليهما وتركاني وحيدة وشعرت بغصة لفت روحي لفترة ولكني نفضتها عن نفسي وبدأت حياتي الحقيقة . كان علي أن اعمل لأعول نفسي .. وكان جمالي مفتاح لكثير من الأعمال والكلمات العربية القليلة التي اعرفها تعطي دلالا ًونعومة ً تفتقدها الأستراليات ومن بين الشباب الذين حاموا حولي شابٌ اخترته ... كان شابا ًوسيما ًيافعا ً تصادقنا وعشنا معا ً.. كان رفيقي وحبيبي وصديقي وشعرت معه بدفء المشاركة ووهج المغامرة . وذات ليلة وبينما وأنا في عملي في أحد البارات ..اقترح عليَّ أحد الزبائن أن ادخل مسابقة الجمال المحلية والتي كان واثقا ً من فوزي بتاجها .وسرحت بخيالي لبعيد .. لو فزت ، سيؤهلني ذلك للمسابقة الوطنية ثم قد احمل تاج الكون على رأسي .. من يدري ؟ .. كانت فكرة مثيرة .. وكافأت الرجل بسخاء جعله يزداد تأكدا أن هذا الجسد الجميل يستحق أن يتوج على العالم عنوانا ً للأنوثة والحب .. ودخلت المسابقة وفزت فيها فعلا ً.. وأصبحت اشهر فتاة في البلدة وأصبحت كل أيامي وليالي صاخبة .. يصحبني فيها كل الناس فأظل أشرب وألهو وأتلذذ بكل متعة ممكنة .. أو غير ممكنة . شعرت أن الجميع يحسدونني على ما عندي وأنا عندي الكثير بل وينتظرني ما هو اكثر وكان صديقي دائما معي . وتنوعت الأعمال التي أقوم بها .. فلم اعد فتاة البار فقط بل نجحت في الحصول على عقد للإعلانات .. كما صرت فتاة الغلاف الأكثر إثارة .. وتفنن المصورون في إبراز مكنونات جمالي وتلاعبوا بأوضاع جسدي حتى تذهب صورتي بلب من يراني .. وجرى المال في يدي بوفرة .. وأتاحت لي الشهرة التعرف على شخصيات كثيرة في هذا المجتمع .. ولأنهم قاموا بنشر تفصيلات كثيرة عن حياتي منها أن أصولي عربية من لبنان اتصلت بي اسر أسترالية من اصل لبناني واحتفوا بي .. وكنت أجد في صحبتهم شيئا جميلا بل ورائعا لا أجده في مكان آخر رغم أن البيوت والناس لا تختلف كثيرا عن الآخرين .. ربما كان عبق الماضي ورائحة الوطن .. كانت الأسر بعضها مسلم والآخر مسيحي وأنا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولم يكن ذلك يمثل لي أي مأزق .. وكل أسرة تشعر أني منها ربما لأني مسلمة الأسم مسيحية الأم . هل كان هذا اليوم حقيقيا أم أنني أتخيله .. كنت مدعوة على العشاء لدي أحد الأسر اللبنانية الصديقة . . أسرة مسلمة كنت أكرههم وأحبهم في آن واحد كنت اختنق في بيتهم .. حيث لا أستطيع أن اصطحب صديقي .. ولكني كنت ارتاح بينهم راحة غريبة . وفي هذه الليلة نويت أن آكل وأنزل فورا لأعود لحبيبي فقد وعدته بليلة من ليالي العمر وطلبت منه تجهيز كل شيء لحين عودتي . وجلسنا إلى الطعام .. وهم يحدثوني عن لبنان وعن أهمية أن أتعلم العربية وأتابع أخبار الوطن .. وأنا لا اسمع بل وأبتسم في بلاهة جميلة .. وحتى يثبتوا وجهة نظرهم فتحوا التلفاز على الفضائية اللبنانية وتوالت التعليقات والضحكات وأنا أزفر غيظا وأحاول جر عقارب الساعة لأرحل .. وكانت البرامج تجري أمامي على الشاشة وأنا انظر بلا أذن واسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجئ من حولي جعلني انتبه للشاشة.. شاب يتحدث ..التفت إلي جارتي وسألتها قالت هذا الداعية عمرو خالد يتكلم في الدين ..وأي دين هذا ؟..أنا أريد أن انهي هذه الجلسة الفاترة لأنهل من البحر الدافئ .. ولكن الترجمة الإنكليزية للكلمات صفعتني ، ..هذا الشاب يتحدث عن العفة ..ما هذا ؟كلمة جديدة ..غريبة لها وقع شاذ على أذني ...ما الذي دفعني أن الملم ثيابي حولي وكأني عارية وهو يراني ؟؟؟ لست ادري وجدت أنفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته ... العفة .. معنى لم اسمع به من قبل ولكنة جميل ..نظيف ..بريء ..وأنا لست كذلك .. أنا لست عفيفة ..بل أنا قذرة ٌملوثة ٌ..حاولت أن انفض رأسي واستأذن واهرب ولكن شي ما سمرني في مقعدي ..شي ما جعلني أستمع للنهاية.. وأبكي .. وأبكي .. وأبكي ويعلو صوت بكائي ..ونحيبي ولم أعد أشعر بشيء ولا بأحد ..أنا قذرة ٌعاصية ٌ..بلا دين ولا هوية ..أنا جسد ممتهن لا عفة له ولا شرف أنا سأحترق في النار ..لن ينفعني جمالي ولن يقبلني الله به .. الله ..لماذا لم أتذوق طعم الكلمة من قبل .. أن لها معاني عميقة قوية على اللسان وفي الأذن وعلى القلب . لم أعد أدري كيف وصلت إلى منزلي ولا من الذي كان هناك ..أنا أذكر فقط جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر..كنت قد التقطت عنوان موقع الداعية ..ودخلت أليه ..وظللت أحاول القراءة ..ولكن الحروف خانتني فكتبت إليه ـ أخي الأكبر- أول رسالة في حياتي أسال فيها عن الله ؟ عن ديني ؟ ..عن ربي ؟..عن حياتي ؟.. وبكل خجل أسأل هل من الممكن أن يتقبلني الله وأكون مسلمة ؟.. تصورت أنة لن يرد فقد صارحته بكلمات قليلة بحقيقتي وقلت في نفسي سيحتقرني ويتقزز مني ولو وصلتني إجابة ستكون : من فظلك لا تراسلينا ثانية . ولكنة رد على واكثر من ذلك ...... أريد أن أجد ما اعبر به لقد قال لي أن الله ممكن أن يقبلني .. بل وممكن أن أفوز بالجنة واصبح مسلمة طاهرة عفيفة .. وقال لي أن هذه ليست مجاملة من عنده بل آية كريمة في القران : معناها لا تقنطوا من رحمة الله وبكيت..أصبحت دموعي هي سلاحي وتوبتي وندمي .. تمنيت أن أظل أبكي حتى اغتسل أو أتطهر أو اسمع هاتف السماء يقول لي قد قبلناك اصبح الكمبيوتر صديقي ورفيقي ورسائلي إلى موقعك عوني و ذخري وحين حصلت على رقم هاتفك كانت أول مرة في حياتي أسمع من يبدأني بالسلام عليكم ويحييني ويرحب بي . لم اكن اعرف عن ديني كل هذه الرقة وحسن المعاملة أشعرتني زوجتك أني شخصية هامة جدا وأنكما كنتما تنتظران مكالمتي .. بعد كل ما كان مني .. وقبل أن تناول زوجتك السماعة كانت كل جوارحي قد هدأت وانفك تلعثم لساني..ووصلتني أشرطة القرآن .. وظللت اسمعها واسمعها وأترك صوت القارئ يصدع في زوايا روحي .. أغترف من هذا المنهل الذي لا ينضب وتجتاحني السكينة والسعادة .. وبدأت أحفظ القرآن لأول مرة في حياتي .. وحفظت سورة النبأ مع الفاتحة لأصلي بهما .. بدأت اصلي . وأصلي وكأنني أعوض كل ما فات وأدخر لما لن أناله في اليوم الآت .. كيف حرمني أهلي من كل ذلك كيف لم يشعروا هم أيضا بجمال لحظات السجود بين يدي الخالق .. وكأني تائهة ارتمي على أعتاب البيت .. أدق بابا أعرف انه سينفتح وساجد الآمان .. والعطاء .. نصيحتي إن كان لي أن انصح رغم خبرتي القليلة لكل مسلم .. صلى .. صلوا .. صدقوني ليس ارق ولا لا ابلغ من الصلاة مناجاة الله هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعة حين دخلت الفصل يلفني حجاب كبير وملابس فضفاضة .. لم يعرفني أحد في البداية ولكن شهقاتهم وتحلقهم حولي جعلاني أراهم للمرة الأولي .. من هؤلاء ؟ كيف كنت أحيا معهم ؟؟ كانت عيونهم زجاجية فارغة .. وعلى الوجوه خليط من مشاعر أحلاها بغيض .. ما هذه المنافسة والمطاحنة المحمومة التي كنت أعيش فيها ؟ مساكين بلا آله يعبد ولا ملجأ يحتموا به وبدأت أحفظ سورة يوسف – النبي العفيف – وتحرقني دموعي بين السطور .. تدعوه سيدة البيت وتتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور وهو يفضل السجن على المعصية والحبس على الخيانة ... ما أجمل ربي .. لا تضحكوا مني إن الله جميل .. كريم .. وأنا أحببت الله من كل قلبي ولذلك أطعته يا رب أردت أن أعوض سني عمري التائهة وأعمل لخدمة دينك وإعلاء كلمتك ولكن لن يكون إلا ما أردت .. وها أنا ذا اليوم الخميس في المسجد اصلي وأدعو فغدا سأستسلم ليد جراح المخ والأعصاب ليزيل ورما سرطانيا بذر بذوره في رأسي . ربي أحببت أن لي إلها وأنني لست هذا النبت الشيطاني الذي يحيا أقل من الحيوان لأنه حتى الحيوان يسير في خط حياته المرسوم حبيبي أنت ربي .. قد كنت بعيدة بعيدة .. وما كنت اعرف أو اشعر بفداحة خسارتي ومدى بعدي .. وحين تعرفت إليك وجدتني لا ألوذ بسواك .. ولا أسأل سواك ولا أريد من هذه الدنيا إلا أن اجعل من حولي يعرفونك يا الله .. أريد أن يعرف الجميع حلاوة هذا الشعور بالقرب من الله ... لقد جربت في حياتي كل أنواع اللذات الدنيوية التي يلهث ورائها الناس ولكنها كانت دائما مؤقتة وتنتهي بشيء لم أكن أعرف كنهه ولكنه كان ضيقا أو قززا .. شيء كنت أعزوه إلى نهاية المتعة وفقدانها ولكنى أعرف الآن إنها صرخة الفطرة بداخل كل إنسان .. يضطر أعضائه للمعصية .. ويمرغ روحه الكريمة في الوحل . ربي اشعر أنني سأقابلك وأنا نائمة مستسلمة ليد الجراح.. ربي أنا اعلم انك الغفور الرحيم .. وأعلم أن توبتي ودموعي غسلت ذنوبي وطهرتني من خطاياي . ولكن هل تقبلني يا رب ؟ هل تقبلني يا إلهي مع من تحب من عبادك ؟ هل سأصل يوما إلى أن ترضى عني .. أن تنظر إلي .. أنا الذي نسيتك عمرا مديدا .. وتعلقت بأعتابك أياما قلائل ربي بين يديك اجلس .. ضيفة في بيتك .. ما أروع هذه الضيافة .. وما أتعسني إذا عشت محرومة منها .. في المسجد لا ترى إلا ابتسامات واسعة مرحة .. وسؤال ومساعدة .. رغم انهم لا يعرفونني إلا أن الجميع أحاطني بحنان صادق حين سمعوا عن مرضي وعن إجرائي للجراحة وشرعوا في الدعاء لأختهم المسلمة .. الله نداء الجمال والجلال .. كيف كنت محرومة من كل ذلك ؟ ما هذا الدفء و الاطمئنان .. ربي كنت أتمنى أن يكون لي الكثير لأمنحه لأجلك ولكن ليس عندي حلالا طيبا إلا مجموعة أشرطة قرآن وسلسلة من الأحاديث الدينية .. فتقبلهم مني يا رب وأنا أشهدك من هنا واشهد ملائكتك وحملة عرشك أني تخليت عن كل شيء رغبة إليك وحبا في دينك .. حبا لك يا ربي ربي إذا قبضت روحي فأقبضني وأنت عني راض ٍ .. وإذا أرسلتني فأعني على خدمة دينك وأسألكم جميعا الدعاء | |
|